جاءت صفية
|
غابت صفية . . وانفلتت دمعتان
|
أيها الناس ما للمدينة لا ترحم المتعبين
|
أم أن الذين يموتون بالعشق
|
لا يعرفون السلاما . .
|
ولا يلتقون لهم مرفأ أو مقاما . .
|
أيها الناس
|
من جرحيّ المتورد يولد بعثي
|
وفي قمة الموت ألقى نهاري
|
أسافر في الموت لكنني لا أموت تماما
|
ألملم ما قد توزع من تعب في ضلوعي
|
وأرسم في شفتي ابتسامة . .
|
لعلّ صفيّة خلف البحار
|
تكابد هم انتظاري
|
لعلي أراها على صهوات الغمام
|
سنى أو حمامة . .
|
لكل الأحبة في القلب جنات عدن وفردوس حب
|
لكل الأقارب في القلب جنات عدن وفردوس حب
|
فماذا تبقى بقلبي لقلبي ؟ ! . .
|
* * *
|
واستكان إلى نجمة
|
يصطفي حدّ هذا التوهج
|
يذكي عذابات حب تدلى على شرفات الفؤاد
|
يوحّد بين جراح يفتّقها العمر في الجنبات
|
وبين انكسار على طعنات البلاد . .
|
ونادى بهم :
|
أيها الناس ليست صفية منكم
|
صفية من خلوة لم تروها
|
ومن كلمات القصيدة
|
من رحم الكبد النبوي تولّد حبّ صفية . .
|
صفيّة هذا المحال الذي حيّر الروح
|
والأنبياء
|
صفية هذا المدى كله . . و الصفاء . .
|
صفية مني . .
|
ولــي . .
|
من نزيف القصائد، من دمعتي وانكساري
|
ولـي أن أقول بأن صفية هذا العناء . .
|
وهذا العذاب الموسد قلبي على راحتيه . .
|
صفية ليست لغيري كما تدعون . .
|
صفية ماذا يخبئ هذا الزمان لقلب هواك ؟
|
سوى أنه لا يراك
|
وأنت القريبة منه
|
ومن قلبه المتلاشي على أفق قد حواك
|
آه لو تعلمين
|
ضيعتني عذابات هذا الشتاء
|
وكم ضيعتني دروب الشمال
|
وحيدا . .
|
أموت على جمرات الترقب والكبرياء
|
أ أعلن سر انتمائي إليك
|
أ لست السماء ؟ !
|
أ لست الذي قدّر الحب أن لا يموت
|
ولو هددته صروف الفناء
|
صفية يا راحة الروح
|
أنت وجودي المدلل سمرة وجهي
|
أيا حلمي المستحيل الجميل . .
|
سألتك بالصلوات اللطيفة
|
أيّ الدروب يفيض عطاء
|
إذا ما إلتقيتك روحا معي في المساء ؟ !
|
صفية هـا أنـا ذا الآن
|
يغمرني الحلم في أول الانكسار،
|
فأوغل في الحلم وحدي . . أراك
|
أكابد كم ذا أكابد ناري،
|
وأصرخ : يا أيها الناس
|
لي ما لقلبي من الحزن، من كبد الانتظار
|
ومن ألم الانكسار
|
لماذا إذا تسكنون القصيدة قبلي
|
تنامون في حضنها . .
|
وأنا أتململ خلف الجدار ! . .
|