يومٌ تضاحكَ نورهُ الوضاءُ | للدهرِ مِنْهُ حُلّة ٌ سِيَراءُ |
والبحرُ والميثاءُ، والحسَنُ الرضا | للنّاظِرِينَ ثَلاثَة ٌ أكفاء |
فإذا اعتبرنا جودهُ وعلاهُ لم | يغربْ علينا البحرُ والميثاء |
واليمُّ رهوٌ إذا رآك كأنّهُ | قد قيّدتْهُ دهشَة ٌ وحياء |
لقنَ الوقار إذا ارتقى مِنْ فوقه | ندبٌ أشمُّ وهضبة ٌ شماء |
لاقى نداهُ نبتَها: فَترَى يَداً | بَيْضاء حيثُ حديقة ٌ خضراء |
فذٌّ تغربَ في المكارم أوحداً | فتأنستْ في ظله الغرباء |
يدعو الوفودَ إلى صنائعه التي | شَرُفَتْ فشأناهُ ندى ونِداء |
أيامهُ مصقولة ٌ أظلالها | سَدِ كتْ بهاالأضواء والأنداء |
أورَقْنَ أو أشْرَقْنَ حتى إنّهُ | تجري الصلادُ وتقبسُ الظلماء |
هديٌ وجودٌ وهوَ مثلُ النجمِ عنـ | ـهُ تحدثُ الأنواء والأضواء |
أعطَى وهَشَّ فما لنشوة ِ جودِهِ | صحوٌ ولا لسمائِهِ إصْحاء |
كفلَ الورى فلهُ إلى خلاتهمْ | نظرٌ وعنْ زلاتهمْ إغضاءْ |
آمالهُمْ شتّى لَدَيْهِ تخالَفَتْ | و قلوبهمْ بالحبّ فيهِ سواء |
يا منْ أنا ومديحهُ ونوالهُ : | ألطوقُ والتغريدُ والورقاء |
بكرٌ أتتكَ على احتشامٍ فليجدْ | منكَ القبولَ العذرُ والعذراء |
تُجْلَى بِفَخْرِكَ فالسماءُ مِنَصَّة ٌ | والشُّهبُ حَلْيٌ والصَّبَاحُ رداء |
فاسلَمْ وكلُّ الدَّهْرِ عندكَ موسمٌ | أبداً وكلُّ الشعرِ فيكَ هناء |
و اخلدْ معافى الجسمِ ممدوحاً ، إذا | حُرِمَ الأطِبّة ُ يُرْزَقُ الشعراء |