مَا تَبقَى مِن أَرواحُنَا سَتلتحِم
أنَا هِي أَنتِ و أَنتِ هِي أَنا
خلف تلك الأبواب المغلقة , كانت متقوقعة ً على نفسها في زاوية الغرفة , ظلام في كل مكان , " عار ماضيها يلاحق أسلافها " هذا ما كانت تتمتم به في تلك الأثناء .
كان الصخب كبير خارج أسوار سجنها الذي ابتكرته لنفسها , " إنه صخب عرسه " هذا ما قالته و هي تتجه نحو تلك الطاولة المتمركزة وسط غرفتها الفاخرة .
مع أن المكان مميت و الظلام كابح كقبر أعزل , إلا أنها لم تأبى أن تنير شمعة ً ليبقى اليأس سيداً لها .
أخذ تمرر يدها على سطح تلك الطاولة الخشبية , و أخيراً وجدة مبتغيها , نتشتها من بين كل تلك الثمار , كانت قطرات دمها الغالي يتساقط على ثوبها الحريري .
أخذت تحسس عنقها لتزيل قلادة والدتها الراحلة , و ليظهر عنقها العاري ليرى مصيره المحتوم .
أغمضت عيناها بقوة لتحبس تلك الدموع التي تأبى الانتظار , أحست بتلك القشعريرة تسري في جميع أجزاء جسدها النحيل , كانت يداها المرتجفتين خير دليل على خوفها المرعب " هل هذا يستحق ؟ " هذا ما سألت به نفسها في تلك اللحظة , كانت حفت السكين على مقربة قليلة من عنقها الطويل , بدأت باقتراب السكين أكثر و هي تبتلع ريقها لتقبل بقرارها الطائش و في لحظة سقوط أول قطرات دمائها ظهر شعاع قوي لينير أرجاء قبرها البارد , هبت نسمات الهواء لتداعب خصلات شعرها للوراء و ينكشف عن ذلك الضيف الغريب .
استعادة مقدرتها على الرؤية لترى أعجب شيء في حياتها , إنها ترى انعكاس صورتها أو هذا ما بدا لها من الوهلة الأولى , تحرك انعكاسها ليتحرك معه بؤبؤ عينها ليراقب عن كثب من هذا الغريب .
مع كل ذلك الرعب الذي يعم أرجاء غرفتها إلا أن ذلك الشعور الذي لم يسبق لها أن شعرت به متواجد داخلها .
شعور فقدته بسبب تلك الدماء التي تحتضنها بعروقها ... و لكن السؤال الأهم ...
لماذا أتى ذلك الشعور الآن ؟؟؟