"فريد أساسيٌ دائماً"، كثيرون استغربوا ذلك في كأس القارات المنتهية أمس، بعد أسماء صنعت لمجد السليساو منصات للتتويج، أمثال بيبيتو ورماريو ورونالدو...، ولكن من يطّلع على مسيرة الرجل الذي لم يبلغ الثلاثين بعد، يُعلل إصرار سكولاري على الزجّ به كمهاجم أول، في 5 مباريات خاضتها البرازيل وتوجت بلقبٍ ساهمت به أهداف فريد به بشكل جلي. ابن تيوفيلو يسحر ليون اسّمُه الكامل فريديريكو تشافيز غويديس، ولد عام 1983 في تيوفيلو أوتوني، شمال شرق البرازيل، وبدون تردد قرّر أن يصبح لاعب كرةٍ عام 1988، فانضم لصغار نادي أميركا مينيرو الذي استمر فيه حتى 2004 لاعباً مخلصاً قليل الكلام وكثير الأفعال. في الوقت الذي بدأ اسم فريد ينتشر في بلاد السامبا، كان كروزيرو يعد العدة لخطفه من منافسه أميركا مينيرو، وفعلا لعب فريد في كروزيرو لموسمين أحرز فيهما 39 هدفاً جعلت أنباء النجاح تصل إلى مسامع الكشافين في القارة العجوز. هذا التألق كان كفيلاً بلفت نظر مسؤولي نادي ليون الفرنسي للاعب الطويل القامة، عندما كانت الأندية الكبيرة في أوروبا تبحث عن الأسماء الرنانة، اقتنعت إدارة ليون بمصلحتها مع فريد فكان الاتفاق. ليون احتضن فريد في رحلته الاحترافية الأولى والوحيدة (حتى الآن) وقدّم له الشهرة والمجد، فالنادي الفرنسي كان يصبغ "الليغ 1" بلونه مطلع الألفية الجديدة. وبدوره، ساهم فريد بفضل المهارة التي يمتلكها والقدرة على إحراز الأهداف من مختلف الزوايا والوضعيات، ساهم باستمرار تزعم ناديه الجديد لفرق فرنسا، ففاز معه بلقب البطولة لثلاث مواسم توالياً، سجل فيها 41 هدفاً، كما ساهم بفوز ليون بكأس فرنسا عام 2008 ثم قرر العودة إلى البلاد مطلع عام 2009. بعد تجربة ناجحة في فرنسا عاد فريد إلى البرازيل، لكن هذه المرة إلى فلومينينسي، حيث قاده لإحراز بطولة الدوري عامي 2010 و2012 محرزاً 104 أهداف في 152 مباراة خاضها مع الفريق في مختلف البطولات. سكولاري أعاد له الوهج الدولي | فريد رسم الضحكة على وجه مدربه |
ظهر فريد دولياً لأول مرة عام 2005، واستدعاه دونغا إلى تشكيلة البرازيل المشاركة في كأس العالم 2006 ليسجل هدفه المونديالي الوحيد حتى الآن في مرمى أستراليا، وهي المباراة الوحيدة التي لعب فيها في البطولة، وعلى الرغم من وجوده مع تشكيلة السيلساو الفائزة في بطولة كوبا أميركا عام 2007 إلا أن فريد لم يلعب في أي مباراة ضمن تلك البطولة. وبعد تسلّم مانو منيزيس تدريب المنتخب خلفاً لدونغا عاد فريد إلى السيلساو ولكن المنتخب كان يعيش واحدة من أسوأ فتراته تاريخياً، ليأتي سكولاري بعدها ويعيد للبرازيل شيئاً من بريقها المفقود وكذلك لفريد مكانته، حيث يعيش مهاجم فلومينينسي واحدة من أكثر فتراته الدولية توهجاً فقد سجل 11 أهداف في 10 مباريات خاضها تحت إمرة فيليبي، الذي يبدو أنه سيعطيه شرف التمثيل الدولي في المونديال المنتظر، بعد تألقه اللافت في كأس القارات وإذا ما تابع سيره على الطريق الصحيح في الأشهر القادمة. واحد من نجوم القارات | هدفه الأول في مرمى كاسياس كان مفتاح الفوز |
لم يكن فريد البرازيلي الوحيد الذي تألق من السيلساو في كأس القارات الماضية، والأكيد أنه لم يكن النجم المطلق لتشكيلة المدرب العائد لقيادة بلاده. لكن فريد كان له أهداف مؤثرة وحاسمة قربت اللقب للبرازيل، اثنان منها في مرمى بوفون حارس المنتخب الإيطالي وواحد في مرمى موسليرا حارس الأوروغواي، واثنان في شباك كاسياس ضمن النهائي. أسرع هدف يسجل لفريد إحرازه لأسرع هدف موثّق في تاريخ اللعبة وذلك بقميص أتلتيكو مينيرو، عندما سدّد الكرة من منتصف الملعب وأودعها في شباك نادي فيلا نوفا في بطولة كأس ساو باولو للشباب بعد مرور 3.17 ثانية من بداية المباراة. | فريد بقميص فلومينينسي |
|