لقاسم المشترك بين الفاشلين هو أنهم يفكرون في عواقب الفشل بينما الأمر في حقيقته كما يقول هنري فورد
: " الفشل هو ببساطة فرصة جديدة لكي تبدأ من جديد , فقط هذه المرة بذكاء أكثر " . بل يزيد الأمر إلى أقصى مداه تشرشل رئيس الوزراء البريطاني حين قال : " النجاح هو المضي من الفشل إلى فشل دون أن يفت ذلك في عضدك " .
هنا يجب أن نفرق بين الهزيمة و الفشل :
الهزيمة شئ مؤقت قد يتعرض له كل من في الأرض بينما الفشل هو اليأس من عدم المحاولة بعد الهزيمة ، إنها حقيقة أن نهزم أحيانا كثيرة ، فنتقبل الأمر بروح رياضية عالية ، ثم نستأنف حياتنا و محاولاتنا و عزمنا على الانتقام النبيل لأهدافنا و طموحاتنا حتى نصل إلى قمتها .
إن من يملكون الشجاعة على مواجهة الفشل يقدمون على العمل بدون تردد ، لأنهم يؤمنون أنه خوف وهمي ، وحتى وإن ذاقوا مرارة الفشل الحقيقة أثناء إقدامهم ، فما هو إلا انطلاقة في مسار جديد ، لأن كلمة الفشل فقدت مصداقيتها في قاموسهم و استبدلت بانطلاقة جديدة ، بداية غير مشجعة ، تجارب ، خبرات .
إن الفشل في نظر من يقهرون الخوف من الفشل ، يجعلهم يوسعون بشكل كبير اختياراتهم و خياراتهم في الحياة ، فإما ينجحوا أو يغيروا المسار الى طريق آخر و لنجاح أعظم .
إنه التحرر الكلي من قيود الفشل و عقده .
أنه اليقين في أن الخوف من الفشل هو الفشل بعينه ، فلا سلام مع الفشل ولا استسلام له حتى يحققوا ما يطمحون إليه .
يحكي الكاتب المعروف هادي المدرسي مؤلف سلسلة " تعلم كيف تنجح " ، عن رجل من الطراز الذي لا يهادن الفشل ولا يهابه ، يقول : " في العام 1975 منيت شركة إنشاءات يملكها غلين إرلي بخسارة فادحة ".
وكان هو في الخامسة و العشرين من عمره ، فرهن بيته واستدان رافضا أن يعلن إفلاسه . وظل يعمل في حقل البناء ، محاولا في الوقت ذاته إتقان فنون الإدارة و تعقيداتها .
و في العام 1982 استجمع خسارته و استدان مجددا و أعاد بناء شركته الخاصة بعدما كسب ثقة المصارف باستقامته و معاملاته السليمة .
ثم وسع أعماله في حقل البناء بحذر وأخذ دروسا جامعية في إدارة الأعمال .
وفي أوائل 1988 احتلت شركته مكانا في قائمة مجلة " إنك " للشركات الخمسمائة الخاصة الأسرع نموا في أمريكا ، و ظل يتربع على قمة النجاح سنوات طويلة .
النهاية