عزة النفس !!!
الندرة تورث العزة والمكانة .. والوفرة تورث النفرة وقلة المعيار .. وكثرة التواجد تستجلب الملل .. وقلة التواجد تخلق الأشواق والأمل .. وقيمة البدر تكون عند اشتداد الظلام .. وما الذهب والألماس إلا لندرة قد علت من شأنها .. ولو تواجدت بالمقدار الوفير لرجمت بها الكلاب .. وغائبة العين تهيم بها العين على أمل .. وتعيش اللحظات في الانتظار على ملل .. وحاضرة العين على الدوام هي من ضمن الرموش التي لا تحس بها العين إلا عند المنام .. وعزيز النفس هو عزيز كريم السجايا نادر مثل لؤلؤة في بحر الخبايا .. تحن لرؤيته النفوس أبداً .. ولو تواجد لحظة فتلك لحظة قد لا تكون لها إعادة .. ولكن ندرة أهل العزة غالية وليست كندرة الذهب يعلن نفسه عند الإشارة .. وهناك من يبذل بسخاء وهو محجوب عن الأعين .. فتحن لرؤيته الأعين والأنفس .. لأنه غير مبتذل في العطاء من اجل أجندة دعائية للذات .. ولكن هو عزيز في النفس والعطاء عزيز منه كذلك .. وهناك من يبذل بسخاء بوجوده وبندرة في عطاءه .. وهو يريد أن يقال .. ويريد أن يقول أنا هنا .. فيصبح من سقط المتاع الذي يتوفر مثله في الساحة .. هناك قامات شامخة لم تثقل كاهلها الدنايا أو الرزايا .. ولا تعرف عثرات الأخلاق حتى تنحني لحظة في مذلة .. ولسانها صادق بعيد من مطبات الزل ولغو الحديث .. ولو أدركنا أن زبد المهازل والهرج هو الذي يسود الساحات اليوم فسوف ندرك معنى الندرة في أعزاز النفوس .. وفي بحر يعج بالنفايات يحق لذاك العزيز أن يترفع .. وان لا يطمس قدمه في الأوحال .. فإذن هو يبقى دائماً عزيزاً ونادراً وغالياً ونفيساً .