أماه وحشرجةٌ ودموع وسواد
وأنبجس الدم وأختلج الجسم المطعون
والشعر
المتموج عشش فيه الطين..
أمــــــاه ... ولم يسمعها إلا الجلاد
وغداً
سيجيئ الفجر وتصحو الأوراد
والعشرين تنادي والأمل المفتون
فتجيب المرجة
والأزهار رحلت عنا غسلاً للعار
ويعود الجلاد الوحشي ويلقى الناس
العار(ويمسح مديته) مزقنا العار
ورجعنا فضلاء بيض السمعة
أحرار
يــا... ربَّ الحانة أين الخمرة وأين الكاس
نادي الغانية الكسلا
العاطرة الأنفاس
أفدي عينيها با القرأن وبلأ قدار
أملئ كاساتك يا جزار
وعلى المقتولة غسلاً للعار
***************
وغداً
سيعود الفجر وتسأل عنها الفتيات
وأين تراها (فيرد الوحش) قتلناها
وصمتُ
عارٍ في جبهتنا وغسلناها
وستحكي قصتها السوداء الجارات
وسترويها في الحارة
حتى النخلات
حتى الأبواب الخشبية لن تنساها
ستهمسها حتى الأحجار
غسلاً للعار غسلاًً للعار
******
يا جارات الحارة يا فتيات
القرية
الخبز سنعجنه بدموع مأقينا
سنقص جدائلنا وسنسلخ إيدينا
لا
بسمة لا فرحة لا لفة فا المدية
تراقبنا في قبضة والدنا وأخينا
وغداً من
يدري أي قفار ٍ
سيوارينا غسلاً للعار
*****
نازك الملائكة
[/poet]
أخيرا لمست الحياه
وأدركت ماهى أىّ
فراغ ثقيل
أخيرا تبيّنت سرّ الفقاقيع واخيبتاه
وأدركت أنى أضعت زمانا
طويل
ألمّ الظلال وأخبط فى عتمة المستحيل
ألمّ الظلال ولا شىء غير
الظلال
ومرّت علىّ الليال
وها أنا أدرك أنى لمست الحياه
وان كنت أصرخ
واخيبتاه .
***
ومرّ علىّ زمان بطىء العبور
دقائقه تتمطّى ملالا كأن العصور
هنالك
تغفو وتنسى مواكبها أن تدور
زمان شديد السواد ولون النجــوم
يذكّرنى بعيون
الذئاب
وضوء صغير يلوح وراء الغيوم
عرفت به فى النهايه لون السراب
ووهم
الحياه
فواخيبتاه
****
أهذا اذن هو ما لقّبوه
الحياه ؟
خطوط نظلّ نخططها فوق وجه المياه؟
وأصداء أغنية فظة لا تمسّ
الشفاه؟
وهذا اذن هو سرّ الوجود؟
ليال ممزقة لا تعود؟
واّثار أقدامنا فى
طريق الزمان الأصم
******
تمرّ عليها يد
العاصفه
فتمسحها دونما عاطفه
وتسلمها للعدم
ونحن ضحــايا هنا
تجوع
وتعطش أرواحنا الحائره
ونحسب أن المنى
ستملأ يوما مشاعرنا العاصره
ونجهل
أنّا ندور
مع الوهم فى حلقات
نجزّىء ايامنا الاّفلات
الى ذكريات
وننتظر
الغد خلف العصور
ونجهل أن القبور
تمد الينا بأذرعها البارده
ونجهل أن
الستائر تخفى يدا مارده
*******
عرفت الحياة وضقت
بجمع الظلال
وأضجرنى أن نجوب التلال
نحدّق فى حسرة خلف ركب الليال
تسير
بنا القافله
نجوس الشوارع فى وحدة قاتله
الام يخادعنا المبهم ؟
وكيف
النهايه ؟ لا أحد يعلم
**********
سنبقى نسير
وأبقى
أنا فى ذهولى الغريرّ
ألمّ الظلال كما كنت دون اهتمام
عيون ولا لون لا شىء
الا الظلام
شفاه تريد ولا شىء يقترب مما تريد
وأيد تريد احتضان الفضاء
المديد
وقلب يريد النجوم
فيصفعه فى الدياجير صوت القدوم
يهيل التراب على
اّخر الميّتين
وأقصوصة من يراع السنين
تضجّ بسمعى فأصرخ : اّه !
أخيرا
عرفت الحياه
فواخيبتاه
**************